الثلاثاء، يوليو ١١، ٢٠٠٦ عمارة يعقوبيان .... مجرد رأي أرى ان الابداع عموما منظومة متكاملة ، وكما يؤثر في العمل الابداعي أي نقصان لا يعبر عن المضمون ، أيضا اي زيادة مفرطة تجعل العمل ينحرف ولو قليلا عن المضمون يقلل من قيمة العمل ويؤثر سلبا على نسبة الابداع في العمل ..وبالنظر لرواية "عمارة يعقوبيان" ، من المفروض انها تعبر عن حركة معينة في المجتمع المصري في فترة ما ، وتتطرق امعانا في بعض الظواهر الاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية والسياسية ..وعندما قرأت الرواية بالفعل أعجبت بالكثير من مشاهد الرواية التي تصور وبحيادية تامة بعض الصور الحقيقية التي حدثت وتحدث بالفعل .... وهذا شئ يحسب للرواية وللكاتب الدكتور علاء الأسواني ولكن .. الزيادة الملحوظة في تصوير المشاهد المثيرة في الرواية يقلل بالفعل من مدى الابداع بداخلها ، لأن تصوير الكاتب للمشاهد الجنسية واللقطات التي تثير القارئ يجعل القارئ ينحرف عن الهدف الحقيقي من الرواية ، وبما أن المشاهد المثيرة في الغالب تكون أكثر التصاقا بذهن القارئ فانها بالفعل ستؤثر على فهم القارئ لبعض المشاهد الاخرى لكي تكتمل الصورة لديه ، وايضا المشاهد المثيرة المصورة بالتفصيل الملل في الرواية - ولو قليلة بالنسبة لمجموع المشاهد - تجعل القارئ بعد القرائة لا يتذكر من الرواية الى ما ثبت في ذهنه من مشاهد وتفاصيل ممللة مثيرة ، وبهذا توشك الرواية بأن تصبح - ولو في نظر البعض- رواية جنسية فقط وأرى .. ان الاديب المبدع هو من يستطيع ان يعبر عما يريده بمخاطبة عقل القارئ دون التطرق الى ما يثيره مادامت الراوية ليست لهدف الاثارة ، وهذا ما لم يوفق فيه الاسواني في تصوير المشاهد الجنسية ولابد للروائي ايضا ان يضع في اعتباره ان كل من يستطيع ان يكتب ويقرأ قادر على قراءة هذا العمل باختلاف الاعمار والاتجاهات والميول ، فيضع بعين الاعتبار اي مفهوم قد يُفهم على النحو الخاطئ ، وكما يبعد اي جزء يجعل عمله يثير في الاتجاه الذي لا يفيد الهدف الاصلي للعمل |