الأحد، فبراير ٠٦، ٢٠١١

كله إلا الشرف



بعد أن انتهت ثورة الضباط الأحرار عام 1952 بنجاح، ظهرت دعاوى كثيرة، تهاجم الثورة وأسبابها وما وصلت إليه، وتتهمها بأنها أرجعت مصر سنوات للوراء، وان الضباط الأحرار هم من نهب وسرق السرايات وثروات البشوات، ورغم سذاجة هذه الأكاذيب، إلا أنها وجدت من يصدقها، مثلما حدث مع شباب التحرير، أصحاب ثورة الغضب 25 يناير.. وكأن هذا هو مصير كل الثورات النبيلة في حياة المصريين !!.

الفرق بين الهجوم الذي تعرضت له ثورة 1952، وثورة شباب التحرير، أن الأولي ظهرت الاتهامات فيها بعد أن مات أغلب من قام بها.. بينما الثانية، ظهرت الاتهامات سابقة التجهيز معلبة، قبل حتى أن تنتهي، وبصورة أكثر قسوة ودناءة، وللأسف وجدت أكاذيب "أعداء الثورة" أذن تسمعهم، وعقولهم تصدقهم، وبعض الألسنة تردد.. ويا لطيبة المصريين.. فعلاً استطاع النظام أن يغيب العقول، ويرسخ ثقافة "التربص والمؤامرة"، حتى بات الشعب لا يصدق انه قادر علي التغيير !!

أسوء ما يمكن أن يعانيه إنسان "عنده دم".. هو أن تتهمه في سمعته وشرفه، وأسوء تهمة يمكن أن توجهها لشرف إنسان مخلص، هي خيانة الوطن، والعمالة لدولة أجنبية، وبصورة مجانية، عن جهل وعدم دراية.. أي أنهم مجموعة من الخونه والسذج..

الاتهامات انهالت، وجاءت من كل ميكروفون وشاشة وصحيفة تتبع الإعلام الحكومي وبعض أتباعه من الإعلام الخاص، فراحوا بكل همة وحماس يخوضون في شرف أنبل جيل جاء لمصر منذ سنوات بعيده.. رغم أن دماء شهداء التحرير مازالت ساخنة لم تجف بعد.

اتهموهم بأنهم ينفذون أجندات أجنبية.. فتارة يقولون أنهم شباب مدفوع من إسرائيل وأمريكا، وتارة أخري حماس وحزب الله وإيران. ودائماً وابدأ الإخوان المسلمين.. بدم بارد، وبوجوه كلحة، يخوضون في سمعة هؤلاء الشباب الأشراف، الذين أعادوا لمصر كرامتها وعزتها بعد سنوات من المهانة.

علي قصة الأجندات، شباب ثورة التحرير، قرروا توزيع اجندات مجانية علي كل المتظاهرين، علي أن تكون الاجندة "الكحلي" للشباب، بينما الاجندة "البمبي" للفتيات.

لا اعرف كيف طاوعتهم، قلوبهم وعقولهم.. لا أقول ضمائرهم، فاعتقد أنها منتهية الصلاحية منذ سنوات بعيدة.. صوروا الشباب الذي هزوا عرش النظام، وجعل جهاز الشرطة يختفي ويهرب أمامهم.. كأنه أداء في يد قوى خارجية.. تحركه كيفما تشاء..

كلها هذا لكي يؤكدوا لنا أن مصر "محسودة" و"مستهدفة" لزعزعة "زعازيع" الأمن والاستقرار الذي تعيشه مصر، والذي بات محل غيظ ونقم من كل دول العالم.. التي تحالفت وسخرت كل إمكانياتها، لكي تحرم المصريين من "التمرمغ" في عز وخير نظام الرئيس مبارك، هؤلاء الحقدة أرادوا، أن تزول من أمام أعيننا النعمة، فدبروا ثورة مستوردة، علي أيدي شباب من الغر السذج "بتوع فيس بوء".

غبائهم، جعلهم يوزعون اتهاماتهم "الهبلة" على الثوار دون حتى حبكة ومجهود في التأليف، ليكشف غبائهم أكاذيبهم.. والتي كشفت عن جهل شديد، واستغراق في غيبوبة عصور الجمال والحمير.. فجاءت أكاذيبهم مرسلة، وساذجة، وخالية من دليل واحد، فمرة يقولون، أن هناك أجانب كثيرون يشاركون في المظاهرات، ونكتشف بعد ذلك أنهم صحفيون، ثم يعودوا ليقولون، هناك أموال أجنبية توزع علي المتظاهرين، ووجبات كنتاكي من الإخوان !!

فردت عليهم مظاهرات شارك فيها 2 مليون مصري في جمعة الرحيل في ميدان التحرير فقط.. بالطبع جميعهم كانوا قابضين أموال.. وامتلاءات بطونهم بوجبات فاخر مستورة، مكونة من بقسماط فيلية.. وفول بالمشروم.. وكشري بالسيمون فيمية .. اما " درنكز" فجاءت من افخر أنواع المياه "المحنفنة".

سذاجة كذبهم العاري الاهطل.. جعلت احد الشباب يعلق ويقول، لو قالوا إن الإخوان بيجبولنا أكل من "مؤمن" كانت الكلام بقى واقعي".، ويضيف :" هنعمل ايه تأني فيهم.. حتى الكذب هنعلمهولهم".

صبراً جميلاً يا كذابين الزفة.. أيها الأفاقين، الراقصين علي جسد النظام البائد.. حسابكم سيأتي.. سواء كنتم، إعلاميين، أو فنانين، أو مدعي ثقافة وعلم، وقريبا جداً إن شاء الله سنزفكم لمزبلة التاريخ، مقر ومستقر أمثالكم.. ويكفي إنكم من ألان فقدتم أي احترام، حني بينكم وبين أنفسكم.. لأنكم بعتم أنفسكم، لنظام قاتل، وأدرتم ظهوركم لوطن عزيزاً خالداً.. واستكثروا علي الشعب المصري أن يحصل علي استقلاله ويبني مستقبله ويتحكم في مصيره، بفضل شباب حر واعي.. شباب لم يلوثه نظام فاسد، ولا أحزاب كارتونية ضعيفة.

هؤلاء الشباب، أعطوا مصر كلها درساً في الكرامة، وعلموا الأحزاب، كيف يكون التفاوض، وعلموا الإعلام الحكومي، كيف يكون الصوت العالي، إلي سمعته كل دول العالم وانحت له إعجابا واحتراماً، وأصبحوا قدوة لإبائهم، وأراحوا أجداهم في قبورهم.. بعد أن اطمئنوا.. أن في مصر رجال انتزع الحلم، وزرع الأمل بين الصخور.. ولقنوا كل متجبر ظالم درساًَ قاسياً..مفاده أن الشعب المصري هو الأقوى، والأبقى.. لأنه أراد الحياة فكان يجب "غصب عنه" أن يستجيب القدر.

..

بقلم- خالد البرماوي: من موقع مصراوي


Posted by Mahmoud Hafez :: الأحد, فبراير ٠٦, ٢٠١١ :: 0 Comments:

Post a Comment


Free Web Site Counters
Get a Free Web Site Counters