الجمعة، فبراير ٢٠، ٢٠٠٩

الحمير دائما على حق !!




تكاد أن تركب " الميكروباص" ثم يؤخرك شيئ ما ، لعلك تريد ان تشتري " كانز" او زجاجة مياة معدنية ، لتكتشف ان أحدهم أخذ مكانك ويسير الميكروباص بدونك بعد ان كان بينك وبينك بضع خطوات ، وتضطر ان تركب "الميكروباص" التالي لتجد على الطريق الميكروباص السابق انقلب رأسا على عقب .. بمن فيه !

انه القدر ...


عندما تخطط ان تسير في طريق ما ، وتعد العزاد والزواد ... وتبدأ السير في الطريق الذي تعلم " جيدا " نهايتة ، وبعد معاناة تجد نفسك في مكان آخر ... قد يكون على العكس تماما مما ت ، كالذي يسير في طريق مصر اسكندرية الصحراوي ، وعند النهاية يجد لافتة " أبتسم أنت في أسوان " ...!

انه القدر


عندما يرسل إليك أحدهم مجرد " لينك " على هذه الشبكة " العنكبوتية" ... مجرد لينك ... لتكتشف انه غيّر مجرى حياتك .... وجعل يمينها شمالها ... ومستحيلها حاضر تكاد ان تلمسه بيديك ..!

انه القدر


عندما تذهب إلى مكان ما ... في وقت ما ... لتجد شخص ما ... عادي جدا ... وتمر الايام لتجد نفسك هذا الشخص لابد وان يكون معك مدى الحياة .. وإلى الأبد !

انه القدر


عندما يخلق حوار ونقاش .. او موقف .. مجرد موقف صغير .. يكاد ألا يذكر ... فتجد نفسك مع من تظنه أقرب الناس إليك .. هو ابعد بكثير مما تظن ... انه في الجانب الآخر من الحياة .... انه القدر يعلن نهاية ما بدأه بدون اسباب منطقية ... كما اعلن بداية ما نهاه بدون اسباب منطقية

انها لعبة القدر ...


..

دائما الحمير على حق .. هكذا أقول

عندما يسير " الحمار" في طريق وعلى ظهره صاحبه ، ويجد امامه "حفرة" فتجده بكل "ذكاء الحمير" يقف مكانه ... ويحاول صاحبه دفعه بكل ما أؤتي من قوة ، ولكن لا يجد من الحمار إلا اصرارا على موقفه وتمسكا بمبدأ - حمار بقا ! - وينزل الانسان " الذكي" ويحسب حساباته ويقدر عرض وطول الحفرة .. ويقيس " فتحة برجله " ، ويغمض عينه اليسرى وينظر إلى الحفرة بعينه اليمنى ، ثم يغمض عينه اليمنى وينظر بعينه اليسرى ... ويقرر ان يتخطى الحفرة .. حيث حساباته وتقديراته أكدت له انه يستطيع ان يجتازها بنجاح ... ، وينفذ .... ينطلق .... وهووووووووووب .... يسقط " الانسان الذكي " في منتصف الحفرة زي الـ.... مع الاعتذار للحمير !


..

في مثل هذه الايام ... السنة الماضية ...وقبل الماضية ايضا ... كانت ليا خططي .. وكانت هناك الخطط البديلة ، وخطط بديلة البديلة .... ليس هناك مفر .... ان احياني المولى عز وجل .. سوف أفعل كذا وكذا وكذا لكي أصل لكذا وكذا ... ولو أعاقني كذا .. سوف افعل كذا لأجتازه ... أما إذا اضطررت لكذا .. سوف اتصرف هكذا ... وهكذا تمر الايام والشهور .. وسنة ورا سنة .... ولا يجيئ كذا وكذا ... ولا ينفع كذا وكذا ولا حتى كذيات .... ويظهر كذا وكذا جديد خالص .... وفجأة أجد أمامي لافتة مكتوبة بالبنط العريض " أبتسم أنت في أسوان " ... !

..


الانسان مخيّر ولا مسيّر ..!

مسألة حيرت العلماء جميعا ... وحيرت عامة الشعب مثلي !

ولا شيئ يجزم بصحة شيئ ... ولا شيئ قاطع ... والجميع وصل ان الانسان " مسيّر مخيّر " .... نقطة وغيّر الموضوع ...


..


الانسان لا يستطيع ان ينفذ خططه وبالتالي ولا الخطط البديلة ، ولا يستطيع ان يتخطى لما يعوق خططه ، ولا يستطيع ان يستمر في السير على نفس الخط الذي رسمه " هو " ، ولا يستطيع ان يختار اي مكان سوف يستقر فيه ، ولا يعلم اي مكان سوف يؤول إليه - مهما خطط له - ولا يملك أصلا ان يعترض ، ولا يستطيع ان يفعل اي شيئ أي شيئ في هذا الكون ، لا يستطيع ان يفعل اي شيئ إلا شيئين : أن ينوي الاختيار - لا أن يختار مجرد النية - ، والرضا بخطط ونتائج الاقدار ..!

حتىذ هذين ؛ ليس له مطلق الحرية فيهما ، فاختياراتنا كثيرا لا يكون لنا فيها اختيار ! .. ورضينا بنتائج وخطط القدر أو لم نرضى ، فهى واقعة ماضية نرى أثرها علينا لا محالة ، وبالرضى يأتى الثواب والصبر ... وإذا لم نرضى نستطيع ان نخبط رؤوسنا في " الحيط " فهذا لن يغير شيئا !

لأن ..

لا شيئ يحدث في كونه بدون علمه ....

عز وجل !



..


يعجبني جدا منظر القاطر بطوله واستطالته وشموخه وعرباته المتراصة ... في المقدمة عربة القيادة ... قائد .. وقود .. صفارة الانذار ... الخطة والاتجاه ومواعيد الاقلاع والوصول ... كله مدوّن ومحسوب ...

وعندما يصل القطار في معاده ، لا يسمع كلمة مدح .. ها هو قد جاء ... اما اذا تأخر ولو دقائق .. يسمع كل ما لذ وطاب من قصائد السب والقذف .. وقد يتطاول عليه البعض بحركات الايدي والاصابع .. ولكنه لا يبالي ... رغم كل هذا يستوعب الجميع .. ويحتضن الجميع بداخله ... يحتضن الخير والشر .. الحسن والسيئ .. الجميل والقبيح ... الصالح والطالح ....

وتطلق صفارته معلنة للجميع انه حان وقت الرحيل ، صفارة الانذار ... صفارة تنبيه الغافل والنعسان .... والمندمج في جريدة او بالنظر في عيون جميلة .... حان الوقت ... فليركب من يركب ... وينتظر من ينتظر ... لعلهم ينتظرون قطار آخر ! ... او لعلهم مقيمون في المحطة إلى الأبد !


الآن ؛ الجميع بداخلي .. وانا اسير رغم أنف الجميع ... في الاتجاه الذي أريده .. سريع .. بطيئ ... فكلٌ له ميعاده ومكانه ، لا يستطيع ايقافي بشر ، فمن يقف في طريقي أدهسه ولا أبالي ...

يحدث بداخلي ما يحدث .. فاليضحك من يضحك .. ويبكي من يبكي ... ويحترق من يحترق! .. فأنا ايضا اسير ولا ابالي !

وهناك من في الدرجة /الثالثة/الثانية/الأولى/المكيفة/السبنسة/ عربات النوم !

وهناك النايم على كتف من بجواره / من ينظر إليها " بتسبيل / ترضع ابنها في صمت لكي يكف عن البكاء/ ينادي شاي سخن وسندوتشات / مجموعة يضحكون على اشياء لا تضحك غيرهم / مجموعة يتجادولون .. يتناقشون .. في أشياء لا تهم سواهم / وآخرون .. وآخرون .. وآخرون


والقطار يسير ويسير .... عجلاته تتنقل من " تحويلة " إلى آخرى .. لتغير الاتجاه .... يقف في محطاته ... ينزل البعض ويركب آخرون

...


يسير ويسير ... ويصيح بصفارته ...

مازلت أسير في طريق مستقيم ... على قضبان ثبتت بالحديد والنار ....

ويسير قطار الحياة بنا .. قبلنا ام رفضنا ....

يسير قطار الحياة على قضيبين من الحديد .... القضاء والقدر !


Posted by Mahmoud Hafez :: الجمعة, فبراير ٢٠, ٢٠٠٩ :: 0 Comments:

Post a Comment


Free Web Site Counters
Get a Free Web Site Counters