الأربعاء، يوليو ١٩، ٢٠٠٦ مكتئب مكتئبٌ أنا الثلاثاء، يوليو ١١، ٢٠٠٦ عمارة يعقوبيان .... مجرد رأي أرى ان الابداع عموما منظومة متكاملة ، وكما يؤثر في العمل الابداعي أي نقصان لا يعبر عن المضمون ، أيضا اي زيادة مفرطة تجعل العمل ينحرف ولو قليلا عن المضمون يقلل من قيمة العمل ويؤثر سلبا على نسبة الابداع في العمل ..وبالنظر لرواية "عمارة يعقوبيان" ، من المفروض انها تعبر عن حركة معينة في المجتمع المصري في فترة ما ، وتتطرق امعانا في بعض الظواهر الاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية والسياسية ..وعندما قرأت الرواية بالفعل أعجبت بالكثير من مشاهد الرواية التي تصور وبحيادية تامة بعض الصور الحقيقية التي حدثت وتحدث بالفعل .... وهذا شئ يحسب للرواية وللكاتب الدكتور علاء الأسواني ولكن .. الزيادة الملحوظة في تصوير المشاهد المثيرة في الرواية يقلل بالفعل من مدى الابداع بداخلها ، لأن تصوير الكاتب للمشاهد الجنسية واللقطات التي تثير القارئ يجعل القارئ ينحرف عن الهدف الحقيقي من الرواية ، وبما أن المشاهد المثيرة في الغالب تكون أكثر التصاقا بذهن القارئ فانها بالفعل ستؤثر على فهم القارئ لبعض المشاهد الاخرى لكي تكتمل الصورة لديه ، وايضا المشاهد المثيرة المصورة بالتفصيل الملل في الرواية - ولو قليلة بالنسبة لمجموع المشاهد - تجعل القارئ بعد القرائة لا يتذكر من الرواية الى ما ثبت في ذهنه من مشاهد وتفاصيل ممللة مثيرة ، وبهذا توشك الرواية بأن تصبح - ولو في نظر البعض- رواية جنسية فقط وأرى .. ان الاديب المبدع هو من يستطيع ان يعبر عما يريده بمخاطبة عقل القارئ دون التطرق الى ما يثيره مادامت الراوية ليست لهدف الاثارة ، وهذا ما لم يوفق فيه الاسواني في تصوير المشاهد الجنسية ولابد للروائي ايضا ان يضع في اعتباره ان كل من يستطيع ان يكتب ويقرأ قادر على قراءة هذا العمل باختلاف الاعمار والاتجاهات والميول ، فيضع بعين الاعتبار اي مفهوم قد يُفهم على النحو الخاطئ ، وكما يبعد اي جزء يجعل عمله يثير في الاتجاه الذي لا يفيد الهدف الاصلي للعمل الجمعة، يوليو ٠٧، ٢٠٠٦ وفاة اغلى انسانة عندي ... جدتي ايه ؟؟ خلاص ؟؟ كل حاجة انتهت بكلمة واحدة من الدكتور ؟؟ وكأنه جبل وقع فجأة على دماغي ولا أحد سوف يرفعه من عليّ ويثبتني الا الله لا حول ولا قوة الا بالله انا لله وانا اليه راجعون ... كلمة تحمل كل معاني الثبات والصبر ، فهي وحدها التي جعلتني اتصرف بمنتهى الثبات وكأنه أمر اعتاد عليه يوميا .. وأحمد الله على ذلك فانا الوحيد الذي استطيع ان اتصرف في هذا الموقف بالذات .. فأمي وأختي ينهاران أمامي .. ولما لا فنوّارة البيت انطفأت امامنا نحن الثلاثة فقط .. وذهبت الروح الى بارئها في مشهد مريع نتابعه عن قرب دون ان نستطيع فعل اي شئ .. كل مرة تمرض وما تلبث الا ان تفوق وتعود الا نشاطها وكأنها فتاة في العشرينيات ، بدون مبالغة ! فهل يصدق ان عجوزة تقوم بتنظيف غرفتها قبل مماتها بيوم واحد وهي في قمة نشاطها ؟! ولكن عندما يأتي الله فلا مفر من قضاءه .. يا الله .. ياااااه على الثبات والجمود الذي يتملكني أأنا ؟؟ أأنا من يأخذ بيد أمي لأبعدها عن احضان أمها ؟؟ أأنا من يعتصر أمي ليخرجها بعيدا عن أمها لكي لا ترهقها أكثر من ذلك ؟؟ أأنا من يقول " خلاص مفيش فايدة ، خلاص الروح طلعت " !!! ؟؟ أأنا من يقفل على جدتي باب الغرفة ايمانا مني انها خلاص فارقت الحياة ولا جدوي من احضان وبكاء أمي واختى وارهاقها وهي يحطيها الملائكة في هذا الوقت ؟؟ يالله على الجمود !!! أتظاهر به وبداخلي الاف المشاعر التي تدفعني للأنهيار .. ولكن اتشبث بكلمة لا حول ولا قوة الا بالله وانا لله وانا اليه راجعون .. وجدت لساني يقولها بتلقائية من اول الموقف لأخره.. واحمد لله فلولاها ما استطعت ان اتحمل كل هذه الاشياء التي خطرت ببالي اثناء وقوع الصدمة .. ماذا افعل ؟؟ أتصل بمن ؟؟ بأخوها واهلها في البلد ؟؟ أأذهب وراء الدكتور لأخذ منه تقرير الوفاة لكي يتسنى عمل تصريح الدفن ؟؟ ومن اين اتي بمن يغسلها ؟؟ واين اذهب لشراء كفن لها ؟؟ واين ستدفن ؟؟ هنا كما وصت ؟؟ ام في مقابر اهلها في البلد كما هو متفق عرفا ؟؟ وغير ذلك .. وععاطفتي تتسائل أهي حقا ماتت ؟؟ ماتت من تراها كل يوم منذ ولادتك ؟؟ وكثيرا ما نمت في حضنها ؟؟ ماتت من كانت تغني لك قبل المنام في الصغر يوميا ، ويتردد في ذهني اصواتها الحنونة وهي تغني لي وكأني ارجع لطفولتي .. ياااه على اغانيها الجيلة التي تحمل طابع فلاحي مُحمل بمعاني فرحة بقدوم الولد الوحيد يالها من اغنية جميلة تستقبلني بها كل يوم صباحا صباح الخير أصبح صباح الخير أغني ده حودة غالي عندي ده صباح حودة عندنا أحلى من المال والغنا .. .... يالله لا اصدق أني سوف أحرم من دعائها صباح كل امتحان .. سوف أحرم من كوب اللبن الذي اشربه يوميا من يديها واصرارها لكي اشربه حتى وانا في الجامعة !! سوف أحرم من نظرة الملاك الانساني .. سوف أحرم من افعالها الفطرية العفوية سوف أحرم من حضنها الملئ بالحنان والحب والشوق و......... سوف أحرم من بركة تواجدها في حياتي كلها كل هذا دار بداخلي عندما ذهبت الى مكتب الصحة بتقرير الوفاة لكي احضر تصريح الدفن .. نزلت مني دمعتين عندما جعلني الموظف أمضي بانني المبلغ عن حالة والوفاة وكيف اقر بذلك .. وانا اكثر انسان لم اصدق ما حدث بالفعل حتى الان ! أأنا من يقر بذلك ؟؟ أانا من يريد ان يعجل باجراءات الدفن ؟؟ لتذهب حيث لا اراها مرة اخرى على قيد الحياة ؟؟ أأنا من يبلغ الاهل الاقارب بوقوع هذه الصدمة ؟؟ يالله .. المغسلات ينتظروني لكي انقلها من على السرير ، لأني اقرب محرم لها ! يااه .. مازال الجمود يجتاح قلبي ... احملها وارفعها لكي تنتقل الى مسواها الاخير ؟؟ ولا يكفي هذا ... الجميع يطلبني اسما لكي انزل معاها القبر ؟؟ يالله على الجمود والثبات ... ثبات يحطمني !! يالله على اليوم وطوله .. يوما كان مقداره سنة !! يوما تداخلت فيه جميع المشاعر والاحاسيس الانسانة ، في نفس الوقت ينشط الذهن والعقل لكي يستطيع ان يتصرف في الامور بنضوج وصواب ويحاول ان يبعد عن الافعال العاطفية التي تسئ التصرف .. الحمد لله... اللهم اغفر لها وارحمها ، واجعل قبرها روضة من رياض الجنة، واجعل ضمت القبر لها ضمة مثل ضمة الام الحنون على ولدها اللهم ارزقها بيتا خير من بيتها واهلا خير من اهلها اللهم آمين |